:بل يريد الإنسان ليفجر أمامه
في سورة القيامة يقول الله
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ
بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
بل) حرف إضراب عن شئ سابق)
سورة القيامة كانت تتحدث عن شئ وأضربت عن هذه الفكرة
وقالت أن القضية ليست في الشبهة إنما القضية الحقيقية بداخل الإنسان أنه يريد الفجور
من أعظم أصول الإنحراف مراوغة النفس كما قولنا في الدرس الأول إن مش كل الأصول فكرية فالإنسان ليس عقلا فقط الإنسان يتكون من مجموعة من الأمور (نفس –عقل –مشاعر-إرادة)فالانحراف بيكون في مجموع هذه الأمور
لذلك أحيانا نجد انحراف سلوكي أي الأعمال يكون فيها انحراف حتى لو كان عقليا منضبط
لكن لا يطبق فمن أصول الإنحراف (فصل العلم عن العمل)
عدم التطبيق بيعود على أفكاره بالتأثر وده أثر البيئة على أفكار الإنسان:إزاي يكون إنسان عنده أفكار صحيحة وبعدين مع الأفعال الخاطئة يراجع أفكاره مرة اخرى لذلك في نهي عن المكث في بلاد الكفار حتى لا يتأثر الإنسان
فتحليل هذة الآية (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه)
تحليل نفسي عميق جدا من الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما بداخله فهذة الآية تبين عندما يحاول الإنسان أن يتستر بمجموعة من المصطلحات والشبهات وهو في حقيقة نفسه في داخله يريد أن يفجر يريد أن يراوغ
هذه النفس كما قال ربنا في سورة عجيبة تحتاج لخبراء يستخرجوا كنوزها سورة الشمس هذة الأقسام المتتالية حتى نصل إلى( ونفس وما وسواها)
أول معلومة مهمة لابد أن نعلمها (فألهمها فجورها وتقواها) ان بداخل هذة النفس فجور وبداخلها تقوى
من أراد ان يخرج التقوى التي بداخله عليه أن يقوم بأعمال وهي تزكية النفس
الزكاة هي طهارة تؤدي لنماء فتطهير النفس من الأخلاق الخبيثة ينمي النفس وتصعد لأعلى عليين
لأن هذة الأخلاق الخبيثة تنزل بالنفس إلى الأرض
مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ
قد خاب من دساها)غطاها ووضع حاجز منع تعرض النفس للنور لم يزكيها فأصبحت النفس تنزل لأسفل سافلين
إذا لم يزكي الإنسان نفسه ودساها أخرج الفجور الذي بداخلها وإذا أخرج الفجور_ وهذا هو الشاهد ومتعلق بالدرس_ أن هذة النفس تقود الجسد والعقل فتطغى النفس وماتعرفش تسيطر عليها فطغيان النفس يؤدي للهلاك
لذلك يستحب أن تستعيذ بالله من شر النفس في أذكار الصباح والمساء واذكار النوم
اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم
بل يريد الإنسان ليفجر أمامه )إرادة الفجور بداخل النفس يبقى النفس هي اللي عايزة تفجر فتزين وتسول ذلك للعقل
من أشهر السور التي تكلمت عن أثر تزكية النفس وعدم تزكيتها على مراوغة النفس وطغيانها إن النفس ماتسمعش الكلام( سورة النازعات)
النازعات غرقا)الملائكة التي تغرق في النزع بتشد الروح والنفس بعنف لأن النفس مابتسمعش الكلام الملائكة بتقول اخرجي مش عايزة تخرج فتتفرق في الجسد هذة النفس اللي ماسمعتش الكلام لم تتعود على الطاعة هذة النفس تعودت على القيادة فتسمع كلام الملك ليه أصلا؟
النفس دي لم تتدرب ولم تروض
النفس التانية النفس المؤمنة التي روضت كانت بتسمع الكلام وكان المؤمن بيعطيها أوامر واستطاع بتوفيق من الله أن يروضها قدر المستطاع لما الملك يقول اخرجي تخرج هي متدربة على سماع الكلام فتخرج بحالة من النشاط
لما ندرس في سورة النازعات كلمة (الطغيان_التزكية_النفس)
نجد فرعون نموذج للطغيان