خريفانِ مرَّا بَعدَكم وخريفُ
وقلبي مُسَجَّىً في الفراشِ ضعيفُ
شَغوفٌ بحبّ الأصدقاء وقُربهم
وسيفُ الرَّدَى بالأصدقاء شَغُوفُ
أحاولُ أن أحيا .. وأضحكُ باكيًا
وتُقرَعُ حولي للرحيلِ دُفوفُ
لكَ الله يا قلبي.. تَقلَّبُ في الأسى
إذا نام حَتفٌ أيقظتكَ حُتوفُ
نجيءُ إلى الدنيا فيُولَدُ حَتفُنا
كمِثل ربيعٍ حَلَّ فيه خريفُ
ورِثنا ترابَ الأرضِ عن كلِّ هالكٍ
ونغدو على حَردٍ.. ولاتَ وقوفُ
فكم مرَّ مسكينٌ على الأرض قبلَنا
وعاث فسادًا في البلاد ألوفُ
إلى مِنْجَل الحَصَّاد صاروا جميعُهم
صفوفًا تلاها للحَصَاد صفوفُ
قرينانِ ؛ ميلادُ الفتى ووَفاتُهُ
وكلُّ امرئٍ حول الحِمَامِ يطوفُ
وما المرءُ إلا ظلُّ طَيْفٍ سينقضي
وتأتي ظلالٌ بعدهُ وطُيُوفُ
وما العُمرُ إلا غَفوةٌ بعدَ غفوةٍ
وما الناسُ إلا وَمْضَةٌ وخُسُوفُ
فمُرَّ على الدنيا خفيفًا كما الندى
فإنّا على هذي الحياةِ ضيوفُ